رابعة العدوية
شهيدة العشق الالهى
شهيدة العشق الالهى
هي رابعة بنت إسماعيل،
العدوية البصرية
مولاة إل عتيك
وتكنى «أم الخير»
كما ذكر ابن خانكان
صاحب كتاب وفيات الأعيان،
ولدت في مدينة البصرة،
ويرجح مولدها حوالي
عام (100هـ / 717م)،
من أب عابد فقير،
وهي ابنته الرابعة
وهذا يفسر سبب تسميتها
رابعة فهي البنت «الرابعة»
وهي من عشيرة القيسيون
ومنهم رياح القيسي وحيان
القيسي وهم من
نسبها إليهم الجاحظ
والذين كان لهم دوراً هاما
ً في حياة رابعة.
وبالرغم من كثرة التراجم
التي نقلت عن رابعة
إلا أن هناك خلط بينها
وبين سميات لها مثل
«رابعة بنت إسماعيل»
زوجة أحمد بن أبي الحواري
لذلك كان كل من الشعرواي
وابن الجوزي يميزوها باسم
رابعة العدوية البصرية
عن الأخرى الشامية
ولقد توفي والدها وهي
طفلة دون العاشرة
ولم تلبث الأم أن لحقت به،
لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن
بلا عائل يُعينهن علي
الفقر والجوع والهزال،
فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل
دون أن يترك والداها
من أسباب العيش لهن
سوى قارب ينقل الناس
بدراهم معدودة في أحد
أنهار البصرة كما ذكر
المؤرخ الصوفي
فريد الدين عطار
في (تذكرة الأولياء).
كانت رابعة تخرج لتعمل مكان
أبيها ثم تعود بعد عناء
تهون عن نفسها بالغناء
وبذلك أطلق الشقاء
عليها وحرمت من الحنان
والعطف الأبوي،
وبعد وفاة والديها غادرت
رابعة مع أخواتها البيت
بعد أن دب البصرة جفاف
وقحط ووباء وصل
إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها
وبين أخواتها، وبذلك أصبحت
رابعة وحيدة مشردة،
وأدت المجاعة إلى انتشار
اللصوص وقُطَّاع الطرق،
فخطفت رابعة من قبل
أحد اللصوص وباعها بستة
دراهم لأحد التجار القساة
من آل عتيق البصرية،
وأذاقها التاجر سوء العذاب، ولم تتفق
آراء الباحثين على تحديد هوية
رابعة فالبعض يرون أن آل عتيق
هم بني عدوة ولذا تسمى العدوية.
ومن أشهر ماغنت أم كلثوم
عن لسان رابعة
قصيدة
عرفت الهوى
عرفت الهوى مذ عرفت هواك
عرفت الهوى مذ عرفت هواك
وأغلقت قلبي عمن عداك
عرفت الهوى مذ عرفت هواك
وأغلقت قلبي عمن عداك
وقمت أناجيك يا من ترى
وقمت أناجيك يا من ترى
خفايا القلوب ولسنا نراكا
أحبك حبين حب الهوى
أحبك حبين حب الهوى
وحباً لأنك أهل لذاكا
فأما الذى هو حب الهوى
فشُغْلي بذكرك عمن سواك
فأما الذى هو حب الهوى
فشُغْلي بذكرك عمن سواك
وأما الذى أنت أهل له
فكَشْفُك لي الحجب حتى أراك
فلا الحمد في ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاك
أحبك حبين حب الهوى
وحباً لأنك أهل لذاك
وأشتاق شوقين شوق النوى
وشوقاً لقرب الخلي من حماك
فأما الذى هو شوق النوى
فمسرى الدموع لطول نواك
فأما الذى هو شوق النوى
فمسرى الدموع لطول نواك
وأما إشتياقى لقرب الحمى
فنار حياة خبت في ضياك
فلا الحمد في ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاك