تعريف الموسيقى
-1-
الموسيقى هي فن ترتيب الأصوات عبر فترات زمنية من خلال عناصر اللحن، والانسجام، والإيقاع والجرس.[1]
تمثل الموسيقى إحدى جوانب الكليات الثقافية لدى جميع الإنسانية.
تشمل تعريفات الموسيقى العامة العناصر الشائعة مثل الحدة (التي تتحكم باللحن والانسجام)،
والإيقاع (بالإضافة إلى المفاهيم المرافقة له مثل سرعة الإيقاع،والنطق الموسيقي)،
والحركية (الصاخبة والهادئة) والصفات الصوتية والنسيج الموسيقي (التي يُطلق عليها أحيانًا
«لون» الصوت الموسيقي).
قد تشدد بعض الأنماطأو الأنواع الموسيقية علىبعض هذه العناصر،أو تقلل من التشديد عليها
أو تهملها بالكامل. تضم تأدية الموسيقىمجموعة واسعة من الآلات الموسيقية
والتقنيات الصوتيةالتي تتراوح من الغناء إلى الراب؛
تُصنف الموسيقىفي مقطوعات موسيقية آلية، ومقطوعات صوتية(مثل الأغاني غير المصاحبة للآلات الموسيقية)
ومقطوعات مختلطةمن الغناء والآلات.
تُشتق كلمة موسيقىمن الكلمة اليونانية μουσική(موسيكه؛ (فن) إلهات الإلهام).[3]
بشكل عام، تشمل الأنشطةالتي تصور الموسيقى كشكل فني أو نشاط ثقافيكلًا من إنشاء الأعمال الموسيقية
(الأغاني، والألحان، والسيمفونيات وما إلى ذلك)،
والنقد الموسيقي، ودراسة التاريخ الموسيقي وفحص الجماليات الموسيقية. حدد فلاسفة الهند واليونان القديمة
الموسيقى في جزأين: الألحان بوصفها نغمات أفقية الترتيب،والانسجامات بوصفها نغمات عمودية الترتيب.
اعتقد ملحن القرن العشرين جون كيج بإمكانية اعتبار أي صوت بمثابة موسيقى، على سبيل المثال قوله
«لا يوجد ضوضاء، فقط أصوات».[4]يختلف إنشاء الموسيقى وأداؤها وأهميتها وحتى تعريفها
وفقًا للسياق الثقافي والاجتماعي.
في واقع الأمر،تعرضت بعض الأنواع والأساليب الموسيقيةعلى مر التاريخ للانتقاد باعتبارها «لا تُعد موسيقى»،
بما في ذلك الرباعية الوترية
غروس فيغ لبيتهوفن في عام 1825، وموسيقى الجاز المبكرة في بدايات القرن العشرين والهاردكور بانك في ثمانينات
القرن العشرين. يوجد عدد كبيرمن أنواع الموسيقى المختلفة،بما في ذلك الموسيقى الشائعة،
والموسيقى التقليدية، والموسيقى الفنية،والموسيقى المكتوبة للاحتفالات الدينية وأغاني العمل
تتراوح الموسيقى من المؤلفات عالية التنظيم مثل السيمفونيات الموسيقية الكلاسيكية
العائدة إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر – حتى الارتجال الموسيقي الذي يتسم بالعزف العفوي
للموسيقى مثل الجاز،والأساليب الطليعية للموسيقى المعاصرة المستندة إلى الصدفة
من القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين.[7]
يمكن تقسيم الموسيقى إلى أنواع (على سبيل المثال، الكانتري)، ويمكن تقسيم الأنواع أيضًا
إلى أنواع فرعية (على سبيل المثال، الكانتري البديل والكانتري بوباللذان يشكلان نوعين
من الأنواع الفرعية لموسيقى الكانتري)،
لكن غالبًا ما يصعب تحديدهذه العلاقات والخطوط الفاصلةبين الأنواع الموسيقية بدقة،
إذ قد تكون عرضة للتفسيرات الشخصيةأو مثيرة للجدل. على سبيل المثال، قد يصعب تحديد الخط الفاصل
بين موسيقى الهارد روك العائدة إلى أوائل ثمانينات القرن العشرين والهيفي ميتال.
يمكن تصنيف الموسيقى أيضًا داخل الفنون على أنها فنون تعبيرية،أو فنون جميلة أو فنون سمعية.
يمكن عزف الموسيقى أو غناؤها وسماعها بشكل مباشر في حفل روك موسيقي
أو أداء أوركسترا، أو سماعها بشكل مباشر كجزء من عمل درامي (عرض في المسرح الموسيقي أو الأوبرا)،
أو تسجيلها ثم سماعها على الراديو، أو مشغل «إم بّي 3»،أو جهاز «سي دي» أو الهاتف الذكي،
أو أفلمة الموسيقى أو عرضها في برنامج تلفزيوني.
تشكل الموسيقى جزءًا هامًا من أسلوب حياة الناس في العديد من الثقافات، إذ تلعب دورًا رئيسيًا
في الطقوس الدينية،واحتفالات طقوس العبور(على سبيل المثال، التخرج والزواج)، والنشاطات الاجتماعية
(على سبيل المثال، الرقص) والنشاطات الثقافية المتراوحة من غناء الكاراوكي للهواةإلى العزف في فرق هواة الفانك
أو الغناء في جوقة مجتمعية.
قد يصنع البعض الموسيقى كهواية،مثل عزف مراهق ما على التشيلو في أوركسترا شبابية،
أو العمل كموسيقيأو مغني محترف. تشمل صناعة الموسيقى كلًا من صانعي الأغاني والقطع الموسيقية الجديدة
(مثل مؤلفي الأغاني والملحنين)، ومؤدي الموسيقى (بما في ذلك الأوركسترا،وموسيقيو فرق الجاز والروك
والمغنيين وقائدي الفرق الموسيقية)،
والمسؤولين عن تسجيل الموسيقى (منتجي الموسيقى ومهندسي الصوتيات)، ومنظمي جولات الحفلات الموسيقية
والأفراد المسؤولين عن بيع التسجيلات،والقطع الموسيقية والنصوص الموسيقية للعملاء.
بمجرد أداء أغنية أو قطعة موسيقية،
يستطيع النقاد الموسيقيون، والصحفيون الموسيقيون والباحثون الموسيقيون تقييم هذه القطعة الموسيقية
وأدائها على حد سواء.
علم النفس
يهدف علم النفس الموسيقي إلى تفسير السلوك الموسيقي والتجربة الموسيقية وفهمهما.
يعتمد البحث في هذه المجال ومجالاته الفرعية بشكل رئيسي على المنهج التجريبي؛
أي تميل المعرفة إلى التقدم استنادًا إلى تفسيرات البيانات المجموعةمن خلال الرصد المنهجي للأفراد
المشاركين والتفاعل معهم. بالإضافة إلى ذلك، يركز علم النفس الموسيقي على التصورات الجوهرية والعمليات المعرفية، يُعتبر بالتالي مجال بحث ذو صلة عملية بالعديد من المجالات الأخرى، بما في ذلك الأداء الموسيقي،
والتأليف الموسيقي، والتربية الموسيقية، والنقد الموسيقي والعلاج بالموسيقى، فضلًا عن اختبار الأهلية، والمهارة، والذكاء، والإبداع والسلوك الاجتماعي لدى البشر.[8]
علم الأعصاب
في الموسيقى هو الدراسة العلمية للآليات الدماغية المشاركة في العمليات المعرفية الكامنة خلف الموسيقى. تشمل هذه السلوكيات
الاستماع إلى الموسيقى،وأداءها، وتأليفها، وقراءتها، وكتابتها وغيرها من الأنشطة الإضافية.
ينصب التركيز بشكل متزايد أيضًا على الأساس الدماغي للجماليات الموسيقية والعواطف الموسيقية.
يتميز هذا المجال باعتماده على الرصد المباشر للدماغ باستخدام عدد من التقنيات
مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (إف إم آر آي)، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (تي إم إس)،
وتخطيط الدماغ المغناطيسي (إم إي جي)، وتخطيط كهربية الدماغ (إي إي جي)