فيلم حكاية حب - انا وحليم وحكاية حب -3 - مآسى قبل البداية

 

انا وحليم وحكاية حب 3     

مآسى قبل البداية    

انا وحليم وحكاية حب -3 - مآسى قبل البداية

منذ صغرى  وقد شكلت  لى أفلام عبدالحليم حافظ وأغانيه المدخل الجميل ولراقى للفن

كنت أشاهد أفلامه في السينما وأحفظ أغانيه , وعند عرضها في التليفزيون  وبمنتهى

الانصات , كنت أفرح معه وله وأبكى معه ولأجله في كل أفلامه بلا استثناء

  

لقد تمنيت ان ياتى اليوم الذى أستطيع أن أكون الشاعر 

والملحن والعازف والمطرب الجميل مثل عبدالحليم حافظ في هذا الفيلم

حكاية مدرس الموسيقى المغمور الذى يلقى كل العون والمجازفة من صديقه الصدوق 

رفعت السناكحلى (عبدالسلام النابلسى)وسأقف عند كل اسم وكل

 معنى وكل تعبير لفظى  ومدلوله الدرامى والسياق العام

 ثم مواضيع الأغانى وكلماتها وألحانها والتوزيع الموسيقى

 

المواقف الكوميدية التى ماغابت كثيرا عن كل الأحداث والتى كانت في أغلبها 

مآسى وصعاب




نجد في الموقف السابق والذى استطاع رفعت السناكحلى اقناع عائشة هانم زادة بتقديم

المطرب الجديد أحمد سامى(عبدالحليم) ليغنى أغانى عربية في وسط هذا المجتمع

 الغريب المتغربالذى ينظر الى الموسيقى العربية على أنها شىء أقل عن جهل وتعالى

بعد هذا التحول الخطير وقبول عائشة هانم هذا المطرب الجديد

نجد المأساة الأولى



نجد مشكلة في ظاهرها بسيطة ولكن في وقتها وأحيانا الآن نجدها مشكلة كبيرة

ألا وهى ان أحمد سامى ورفعت السناكحلى ليس لديهما بدلة لحضور الحفل

قد يعتبرها الكثيرين شىءبسيط أو كوميدى ولكنها مأساة بالنسبة لمن يملك المقدرة والموهبة

ولكنه لايملك أبسط أدوات تحقيقها

المأساة الثانية 

أنهما اثنين أساتذة محترمين في مدرسة ولايملكون ثمن بدلة جديدة

نذهب معهما الى الحفل الارستقراطىوالذى يعكس الحياة الاجتماعية المزدوجة

حياة البزخ والارستقراطية المفرطةوالمفرطة (بشد الراء)في التعاليم الأخلاقيةوالشرب والسكر وكأننا في مجتمع

 ليس بعربى ولا اسلامى ولا أخلاقى


وهذا سينعكس على الاستقبال والاهتمام والاستماع والاحترام والتقديرفالاستقبال بارد 

والاهتمام  منعدم والتقدير غير موجود وبدء يظهرفي عدم التصفيقولو مجاملة للمطرب الشاب الجديد 

بل والضحك على اسم المدرسةوالتى من المفترض أنها من وسطهممدرسة خليل باباز


ثم تتطور المأساة بكثرة المقاطعة من سكران لايفهم مايقول ولايهتم هو أو غيره

 بمشاعر الآخرين اهتمامه البطاطس فقط لتكون القمة في السفاهة والتسفيه بتشغيل 

موسيقى لرقصة غربيةوبدء الرقص دون مراعاة لموهبة قد تكون غير مكررة

بالمناسبة مازال يتكرر هذا الموقف تقريبا كل يوم

هنا نجد الموسيقى الرومانسية التى تشع جمالا ووصفا لكل مفردات الجمال وقد تحولت

 مع هذا التحول الدرامى الى موسيقى قدرية تحمل هذا الانذار بالألم الذى أحسه المطرب نفسيا

 والذى سيتتطور مع الأحداث ليكون ألما جسديا يصل به الى قمة الألم النفسى والروحى والجسدى الى حد الموت

وهنا نلمح بل ونتحسس الاندماج الموسيقى مع الحدث وليس فقط قوة تعبيره عن الموقف

بل كان أشد تأثيرا على الموقف الدرامى وخلق منه موقفا ميلودراميا ظل ملازما للمشاهد طوال الفيلم

وبعد ان خرج المطرب وحيدا مهزوما من الحفل ولاندرى أين ذهب وهو في هذه الحالة لنجد هذه السيدة الجميلة 

الرقسقة الراقية في مشاعرها العاشقة للغناء العربى المتصالحة مع نفسهاولم تتأثر بأراءمجتمعها المنفصل

 نفسيا وأخلاقيا 

عن المجتمع الذى يعيشون فيهنجدها تطلب من السائق أن يتوقف على الشاطىء لأنها لمحت المطرب وقد جلس بعيدا

 وحيدا حزينا بعد ما تحطمت أمنياته البسيطة في الغناء وتقديم نفسه وفعل ما سيجعل أسرته الصغيرة 

المكونة من الأم الكفيفة النظر والأخ الصغير الذى لاتتعدى احلامه شراء دراجة بسيطة

ويكون بداية طريق النجاح والخروج من الحياة الفقيرة الى مستوى أفضل ليستطيع خدمة أمه الكفيفة

 وتعويضها عن جزء من تعبها في سبيلهم


وهذا التسلسل الرائع مابين المواقف الكوميديى والتراجيدية الى الميلودراما في دوائر متصلة

نجد هذه الجميلة الرقيقة تنزل وتخفف عنه وتحاوره وتجبر خاطره بمحاولتها اعادة سماع الأغنية

والتى وكأنها كتبت لها في الوجه الجميل والشعر الحرير ع الخدود يهفهف ويرجع يطير

ويطير فعلا بفعل هواء البحر وتكون الغنية في منتهى الجمال والتعبير كلماتا ولحنا وغناءا

 وتصويرا واخراجا لتنتهى بتشجيع مابعده تشجيع واعطاءه الأمل بأنه سيكون مطربا مميزا وكبيرا

وهذا مانحتاجه جميعا في المجال الفنىالموهبة والامكانيات والايمان بالموهبة والمثابرة والتشجيع

والى لقاء جديد

أ.د/عبدالمنعم خليل

drmon

أ.د/عبدالمنعم خليل ابراهيم أستاذ دكتور بالمعهد العالى للموسيقى العربية - أكاديمية الفنون- مصر أستاذ محاضر فى معظم كليات الموسيقى بمصر شاعر وملحن وموزع موسيقى وعازف ومطرب ومدرب المستشار الثقافى السابق لصندوق التنمية الثقافية عضو جمعية الصداقة المصرية الهندية عضو مجلس ادرة بجمعية احياءالتراث الموسيقى العربى

إرسال تعليق

أحدث أقدم