3-تطور الموسيقى العربية

3-

تطور الموسيقى العربية

 

نظرة على الموسيقى -3-

·         الموسيقى في الإسلام                                                                                                 

الموسيقى العربية تمتد جذورها الأصيلة إلى آلاف السنين التي سبقت الميلاد وكان الاعتقاد

 السائد عند الكثيرين من الباحثين أن الموسيقى العربية إغريقية الأصل أو فارسية، وذلك بأنهم كانوا

 يبدؤون تاريخهم لها من العصر الجاهلي حيث كانت الحضارات الإغريقية  والفارسية في عنفوانها.


 غيرأن تقدم علم الآثار في العصور الحديثة وما كشف عنه الحفريات قد أنار الطريق

 أمام التاريخ الموسيقى وغير الأفكار بالنسبة لمعرفة التدرج الحضاري في العالم تغييرا جذريا.


 إذ اتضح أن الموسيقى العربية لا ترجع بدايتها إلى ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي،

 بل ترجع إلى أبعد من ذلك بكثير. فهناك في مجال الوطن العربي وفيما يزيد على ثلاثة آلاف سنة

قبل الميلاد حين يرفع ستارالتاريخ العام عن وجه الزمن نجد على ضفاف النيل شعبا يتمتع بمدينة

موسيقية ناضجة وآلاتها التي جاوزت دور النشوء وبدت تامة كاملة سواء في ذلك الآلات الإيقاعية أم آلالات النفخ

أم الآلات الوترية.


 وبينما الشعب المصري يرسل أغنياته على شاطئ نيله السعيد، نجد على ضفاف الرافدين وفيما حولها

 مدنيات موسيقية عالية فياضة هي مدينات بابل وآشور التي شملت فيما شملت شعوب الكنعانيين والفينيقيين

 والحيثيين، وتلاقت تلك المدينات الوارفة وامتدت ظلالها حتى شملت غرب آسيا وشمال أفريقية،


 وظلت هذه الشعوب على اتصال وثيق دائم بعضها ببعض مما جعل التاريخ يسجل لها حضارة موسيقية

 موحدة الطابع وإن تنوعت في صورها وتعددت في لهجاتها، حتى لنجد أنه أصبح مما يجري عليه العرف

 أن يكون في بلاط ملك مصر منذ ابتداء الدولة الحديثة حيث الأسرة الثامنة عشرة فرقتان موسيقيتان

 إحداهما من أبناء مصر والأخرى من أبناء آسيا كما نرى في عهد تلك الدولة أيضا المغنية المصرية تنتنون

 تعمل على نشر الحضارة المصريةفي سوريا عن طريق الغناء.


 وفي ذلك الحين نرى التجاوب وثيقا في نواحي الموسيقى المختلفة حيث يقع المزج والتبادل والتقارب

 الفني بين شعوب هذه البلاد.ثم تمتد الأضواء وتتسع الرقعة فتطالعنا من الشرق مدينة فارسية، ونستقبل

 من الغرب مدينة إغريقية.


وما هو إلا أن نتفاعل موسيقات جميع هذه المدينات وترابط بحكم الجواروالغزو وتبادل العلماء والفنانين

والجواري والقيان. وتؤثر كل منها في الأخرى تبعا لما يحيط بها من ظروف وما يتحكم فيها من أحوال.

 و تنتقل الأغاني والآلات الموسيقية بينها حتى لتشكل من تنوعها واختلاف ألوانها وحدة فنية، ويسجل التاريخ

 هذه الحقيقة فيقول هيردوت المؤرخ الإغريقي إنه يسمع أغاني مصر أغنيات صارت فيما بعد أغاني شعبية

في بلاد اليونان.


 أما بالنسبة للآلات الموسيقية التي كانت متواجدةفي العصر الجاهلي فهي تتوزع مابين الآلات الإيقاعية

(الطبل والدف والصنوج والجلاجل) وآلات النفخ (المزمار بأنواعه)كذلك أخبرنا الفارابي عن وجود

 آلات وترية في العصر الجاهلي ويتمثل ذلك في الطنبور والعود والمزهر(عود ذو وجه من الجلد)

 والموتر والبربط (العود الفارسي)

drmon

أ.د/عبدالمنعم خليل ابراهيم أستاذ دكتور بالمعهد العالى للموسيقى العربية - أكاديمية الفنون- مصر أستاذ محاضر فى معظم كليات الموسيقى بمصر شاعر وملحن وموزع موسيقى وعازف ومطرب ومدرب المستشار الثقافى السابق لصندوق التنمية الثقافية عضو جمعية الصداقة المصرية الهندية عضو مجلس ادرة بجمعية احياءالتراث الموسيقى العربى

إرسال تعليق

أحدث أقدم