السينما الهندية _ فى عيون مصرية

 السينما الهندية فى عيون مصرية

Indian cinema through Egyptian eyes

  بقلم د.عبدالمنعم خليل ابراهيم


مقدمة

   بعد العرض الأول للأخوة لوميير
 فى باريس فى ديسمبر سنة 1895
تعتبر كل من الهند ومصر من أوائل الدول 
التى عرضت بها الدول الأولى
 مثل بريطانياوأمريكا وروسيا سنة 1896.
.

وعرض ما أعتبره المؤرخون أول فيلم روائى هندى
 عام 1913 تحت عنوان:
"راجاها هانريشاندرا" 
واستمد قصته من احدى القصص الفرعية للملحمة الهندية
 ال "مها بهاراتا".ثم اتخذت الشكل الاجتماعى
 على يد الرواد فى كلكتا 
تعتمدعلى أفكار معاصرة.

ولقد شهدت مصر أول عرض سينيمائى 
وأول فيلم يصور على أرضها 
عام1896فى الاسكندرية بعد أقل من سنة 
من اقامة أول عرض سينيمائى فى 
العالم.وشهدت انتاج أول فيلم مصرى عام 1907
 فى الاسكندرية ايضا.

مراحل التطور

ظهر أول فيلم روائى ناطق باللغة الهندية 
فى الهند فى مارس سنة 1931
وقد حقق نجاحا كبيرا وأرباحا ضخمة ,
وتبعه فى نفس العام 22 فيلما
باللغة الهندية, وثلاثة باللغة البنجالية,
 وفيلما باللغة التاميلية , وفيلمـا
باللغة التيلوجية .

وسرعان ما ارتفع الانتاج السينيمائى بكافة اللغات,
 وأقيمت ستديوهات
 الصوت والعديد من دور العرض .

وقد تداخلت كثير من العوامل من أجل الوصول
 بالسينيما الهندية الى ماحققته من نجاح باهر
 فى مواجهة الصعاب التى قابلتها ,
 فكان هناك تأثير
كبير للمكانة التى  اسبغتها الأفلام السينيمائية 
على اللغات المحلية فى بلد
ظلت اللغات الاجنبية تهيمن على مجالسه
 ومحاكمه لعدة قرون .
كذلك أعطى ادخال الصوت نوعا من الحماية
الطبيعية لهذة الأفلام فـى
الأسواق الاقليمية مما جعل اختراقها
 أمرا صعبا على المنافسين .

اجتمعت كافة الأفلام الهنديةالناطقة
 على ثرائها بالأغنيات والرقصات
وبخلاف الانتاج السينيمائى للدول الأخرى
 شقت السينيما الهندية الناطقة
مجرى لم يصب فية تراث السينيما الصامتة فقط ,
 ولكن أيضا الدراما
 السانسكريتية الهندية العريقة التى اعتمد مضمونها
 على الرقص الخالص ,
فقد احكم كتاب الدراما السانسكريتية
 تضفير الأغنيات والرقصات فى
النسيج الوجدانى للأعمال الدرامية .

هكذا طور الفيلم الهندى شكلا فريدا ,
 اعتبر من ناحية تواصلا للفـن
الهندى العريق , عازفا بذلك على وتر حساس
 فى نفوس الشعب الهندى
فى حين أصبح من ناحية أخرى معزولا الى حد ما
 عن جمهور السينيما
على امتداد العالم .

أما من الناحية التكنولوجية ,
 فقد شهدت صناعة السينيما تطورا هائلا
, اسهم فية الفنيون من مصورين ومهندسى صوت
 وغيرهم على مدى
 العقود الماضية , كذلك أضاف استخدام الألوان
 بريقا وحياة الى الفيلم
الهندى .

ولعل أهم ما ميز السينيما الهندية أن الكتاب 
والمخرجين قد دأبوا على خلق
شخصيات ليست فقط صارخة فى وضوحها ,
ولكنها بعيدة عن أى وسطية.
وهكذا كانت الشخصيات الرئيسية فى الفيلم الهندى 
اما خيرة أو شريرة ,
وبالطبع كان هذا النموذج بعيدا عن الواقع الانسانى 
والطبيعة البشرية
التى تنطوى على الخير والشر .

وفى نفس الوقت تطورت حركة سينيمائية موازية
 شارك فيها بعض من الأسماء
اللامعة التى فرضت نفسها على ساحة السينيما العالمية ,
 حيث التزم عدد من
صناع الفيلم بتقديم انتاج يلائم الصفوة من جمهور السينيما , 
اتسم ذلك الانتاج الجديد
بجمال وروعة الشكل اللذين اجتمعا من أجل 
عرض صورة أكثر نضجا لحقيقة
المجتمع الهندى المعاصر , بالرغم من أن العديد
 من هذه الأفلام أبيض وأسود
الا أن شخصياتها اكتسبت ألوانا وظلالا عديدة .

وقد سعت السينيما المصرية الى الاستفادة من
 النجاحات التى حققتها بعض
 الأفلامالهندية التى صورت أجزاء منها فى خارج الهند ,
 فهاجرت الكاميراالمصرية 
خلالالسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين
 الى بعض الدول مثل استراليا
 أمريكاوأوربا .

الملامح الأساسية:
لمعرفة ملامح السينيما الهندية , لابد من معرفة عناصر صناعة السينيما :-
1-   القصة.
2-   السيناريو.
3-   الحوار.
4-   الديكور.
5-   التمثيل.
6-   التصوير.
7-   الانتاج .
8-   المونتاج , الاخراج.
9-   الموسيقى , الغناء , الاستعراض .

ورأيـى الخاص أن السينيما الهندية
 قد أجادت فى بعض العناصر وامتازت
فى عناصر أخرى .
نجدها فى العناصر الثلاث الأولى قد أجادت الى حد ما ,
 وكانت ضعيفة احيانا
للتكرار فى حدوتة الفيلم ( القصة , الحكاية).
 واحيانا لضعف أحد العناصر من
سيناريو أو حوار وذلك لشدة ارتباط هذة العناصر.
واحيانا للمونتاج المبنى على السيناريو والاخراج 
وعلى رؤية المونتير نفسه .

-الديكور غالبا جيد رغم التكرار فى المفردات.
-الانتاج جيد ,لان فيلم بهذا الطول 
والتفاصيل وجميع عوامل التشويق والكوميديا
والمعارك والأعداد الهائلة من الأبطال والكومبارس ,
 بلا شك تحتاج الى انتاج ضخم.الموسيقى والغناء
 أعتقد ان هذه العناصر من أهم أسباب نجاح الفيلم الهندى
 على الأقل فى مصر على  , ما أعتقد .

-حتى وان كان هناك ضعف فى أحد العناصر
 السابقة أو اكثر, الا أن هذا يتحول فى اخراجالأغانى
 والاستعراضات الى شىء عملاق, 
تتضافر  فيه كل عوامل النجاح التى تأخذ
 المشاهدالى عالم الجمال والخيال.

-فكأن المخرج هو المؤلف والمصور والمغنى والممثل ,
 وكانهم توحدوا فى فكر شخص واحد.

-ويكفى أن نستمع الى أصوات رائعة مثل
 محمد رفيع   وموكيش وكيشور كومار ومهندر كابور
                     ومن الأصوات النسائية لتا مانجيشكر وآشا بوسلى                                                   
 لننسى كل شىء الا هذة الروعة.
والحديث عن الموسيقى والمطربين والمطربات 
والعازفين والشعراءوالمؤلفين الموسيقيين,واخراج
الأغانى سيأتى باذن الله فى دراسات قادمة قادمة.


- وهذة الأشعار الرائعة فى ذاتها
والأروع لما تمثله من تعبير دقيق وجميل ومرتبط
 ارتباطا وثيقا بالموقف الذى تعبر عنه والشخصية 
التى يؤديها الممثل فى الفيلم .

-اما التمثيل فهو كالغناء دائما ممثلين رائعين 
رائعين,منذ البداية وحتى الآن,
 وان اخفقت بعض العناصر الأخرى.

ونستطيع أن نلخص أهم الملامح فى النقاط التالية:

1-الفيلم يحتوى على كل عناصر التشويق
 وبدون ادراجه تحت نوع معين .
2-الغناءالفردى والثنائى والجماعى, 
والاستعراضالرائع,وباعداد كبيرة جدا.
3-العلاقات الاجتماعية الهامة (الأخوة ,الصداقة ,الوفاء).
4-البطل الوسيم (الخارق) غالبا, والبطلة الجميلة .
5-الكوميديا المصاحبة.
6-الأصوات الغنائية الجميلة .
7-الموسيقى التعبيرية .
8-الميلودراما الصارخة.
9-طول مدة الفيلم لما يحمله من تفاصيل,
قد تبدأ بالأبطال غالبا من الطفولة .

مميزات الفيلم الهندى

1-   جودة عناصر الفيلم (فى الغالب الأعم).
2-   امتزاج جميع العناصر وكأن المخرج 
هو المصور والمؤلف والشاعر والمغنى.
3-   جودة الأغانى كلمات ولحن وتوزيع,
 وغناء فوق العادة.
4-   التخصص (الغناء للمغنى المحترف) ,
 (والتمثيل للممثل المحترف).


عيوب الفيلم الهندى

1-البعد(حديثا) عن الفيلم الهندى التقليدى 
والتشبه بالأفلام الأمريكية.
2-المبالغة المفرطة أحيانا فى قدرات
 البطل(الأسطورى)
3-طول الفيلم الذى يحمل اسهابا غالبا
 ما يكون غير ضرورى.
4-الاستعراض الغربى بالملابس الغربية.
5-الايحاءات واللمسات الجسدية والعرى
 المبالغ فيه خاصة فى الأفلام
    الحديثة والبعد عن التقاليد الهندية الجميلة.
6-التكرار فى مواضيع الأفلام والقصص .

أهم المصادر

1-سمير فريد,نجوم وأساطير فى السينيما المصرية,
الهيئة المصرية العامة
    للكتاب ,سنة 2000.
2-محمود قاسم ,الاقتباس فى السينيما المصرية,
نهضة مصر,سنة1990.
3-د.كريشنا سوامى,السينيما الهندية 
فى مائة عام.مجلة صوت الشرق
    العدد408.ديسمبر1998.

الكاتب
د.عبدالمنعم خليل ابراهيم
أستاذ دكتور بالمعهد العالى للموسيقى العربية
 –اكاديمية الفنون-الهرم-مصر
drmon

أ.د/عبدالمنعم خليل ابراهيم أستاذ دكتور بالمعهد العالى للموسيقى العربية - أكاديمية الفنون- مصر أستاذ محاضر فى معظم كليات الموسيقى بمصر شاعر وملحن وموزع موسيقى وعازف ومطرب ومدرب المستشار الثقافى السابق لصندوق التنمية الثقافية عضو جمعية الصداقة المصرية الهندية عضو مجلس ادرة بجمعية احياءالتراث الموسيقى العربى

إرسال تعليق

أحدث أقدم